2013/06/28

الأمازيغ.. والحقوق الطبيعية المسلوبة..

 الأمازيغ إحدى الفئات التي ظلمت وقمعت بشكل خاص ما أدى إلى ظهور نزعات متطرفة في أوساطهم! وهذه ظاهرة طبيعية لها علاقة ما بقوانين نيوتين! حق الأمازيغ في إحياء ثقافاتهم المندثرة والمغيبة قسرا بما في ذلك لغتهم حق مشروع، كان الأجدر قبل الدعوة الى دسترتها الانكباب على " إحياء اللغة والاتفاق على لغة موحدة تجمع بقايا متنوعة متعددة متداولة في المدن الأمازيغية. الإصرار على اعتماد اللغة الامازيغية رسميا من دون تحديد مكوناتها أصولها شكلها العام، خطوة ناقصة بل هي خطوة في الفراغ. ليبيا الآن لا تعيش مخاضا مدنيا طبيعيا بل هي في حالة أقرب إلى الاحتضار منها إلى  النقاهة، ولذلك فعلى الامازيغ أصحاب المشروع الوطني  الليبي لا المشروع الأمازيغي الإقليمي الانتباه إلى خطورة المرحلة والاستعداد العقلاني والتحضير لأي خطوة في طريق بعث الثقافة الامازيغية دون ارتجال. اللغة الامازيغية الليبية يجب ان تتكون ذاتيا وتوضع لها الأسس العلمية ويتم مبدئيا تفصيل ذلك في الدستور ومن بعد تأتي مرحلة الانكباب وإعادة إحياء اللغة التي تحتاج إلى أجيال لتستعيد عافيتها وهويتها وتسترد مخزونها الثقافي الحضاري، هذا المشروع لا يمكن المضي فيه من دون برنامج وطني شامل يرسخ مفاهيم المواطنة، ويحفظ حق الأقليات اللغوية والثقافية بل والمذهبية أيضاً.  
من مصلحة جميع الليبيين احتواء الأمازيغ وتقبلهم بثقافتهم المميزة بدل الصدام معهم بذرائع وهمية ونوازع متطرفة ودفعهم إلى اللجوء إلى الخيار الإقليمي الأمازيغي الذي سيكون وبالا على المنطقة وسيدخلها في دوامة للعنف تعيد شمال افريقيا الى ما قبل التاريخ. أرجو أن تكون خطى الامازيغ محسوبة وان لا تكون مجرد ردات فعل أو إجراءات مرتجلة من دون تحضير تحاول ملء الفراغ داخل الفوضى العارمة التي تضرب ليبيا الآن  وتهدد وجودها برمته. الامازيغ  مكون حضاري أصيل سيغني الثقافة الليبية وسيكسبها تنوعها وأصالتها التاريخية إذا تكونت دولة حاضنة تجمع ولا تفرق .  دولة تعبر عن الجميع وتتحدث بألسنة الجميع دون شوفينية الماضي وثقافته الأحادية المريضة. هذه بالطبع صورة زاهية متخيلة لا تستقيم مع الواقع الفج المتطرف والمتفجر الذي يسم واقعنا البائس. إلا أن التحولات الكبرى من سماتها مواجهة التحديات الكبرى وبالتالي فالمستقبل رهن بإمكانية التقدم إلى الامام ومعالجة العقبات والأمراض بسرعة قبل استفحالها.


د. محمد الطاهر الحفيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...