2012/07/09

الديموقراطية.. وفن الإنصات للحمقى

حرية الرأي والديموقراطية بشكل عام هي هكذا دائما وفي كل مكان بما في ذلك في الدول العريقة ديموقراطيا والمتطورة اقتصاديا وعلميا ترى الأشياء أحيانا من زوايا حادة ومن خلال عدسات مقعرة فتبدو فجة ومتضخمة ومشوهة.. هذه هي الديموقراطية لا تنميط فيها ولا وحدة ولا تجانس كما في الأنظمة الشمولية التي تسوق لنص جامد واحد يعد الخروج عنه كفرا وهرطقة !! علينا أن نتعود على الاستماع إلى الفجاجة والضحالة ستخف مع الزمن ببطء طبعا، لكنها لن تنتهي أبدا!! أعيش منذ فترة طويلة في بلد أوروبي متطور ومع ذلك ألاحظ هنا أيضا فجاجة في الطرح وسذاجة في التعبير وفي التفكير وبجاحة تدفعك إلى الخروج عن طورك أحيانا!! إنها ايها السادة حرية الجميع في التعبير عن معتقداتهم السياسية والفكرية وغيرها بما في ذلك أنصاف المثقفين والمعقدين نفسيا والبسطاء والحمقى.. هؤلاء وأولئك جميعا أعضاء في مجتمع واحد وعليهم أن يتعودوا على الاستماع إلى ما يعدونه نشازا، هذا ضروري للسلامة النفسية .. وكل طرف بما في ذلك الحمقى والمعتوهون حين يستمعون لآراء غيرهم يخرجون عن طورهم ويحنقون مما يعتقدون أنها تفاهة وسطحية وجهل.. هذه ببساطة هي النفسية البشرية.. غنية في تنوعها ولها أعماق سحيقة في مختلف الاتجاهات!!

د. محمد الطاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...