2012/07/29

إسرائيل.. وشهادة الخلو من السوابق!!




  ضباب التاريخ وأدخنة حرائقه والموروث الثقافي رسّخ في العقل الجماعي العربي صورة نمطية لليهودي باعتباره تجسيدا للشر!! هذا الموضع شائك جدا والموقف منه له مستويات عديدة أكثرها تعقيدا قيام دولة إسرائيل وما تلا ذلك من أحداث أججت مشاعرالعداء ضدهم والرغبة في الانتقام منهم!

 
أريد أن  أعلق على نقطة واحدة تهمني أرى أنها تلقي مزيدا من الضوء على اشكالية العلاقة مع اليهود هي اسقاط طائرة الركاب الليبية فوق سيناء عام 73.. القول إن المسؤول عن هذه الجريمة هو قائد الطائرة المدنية خطأ يجافي الحقيقة ويهضمها حقها فالطائرة مدنية وقد ضلت طريقها وأسقطت بمقاتلات رصدتها وعلمت أن لا خطر منها فحجمها يجعل من المستحيل الخلط بينها وبين طائرة حربية معادية.. لقد اسقط السوفيات طائرة كورية جنوبية في الثمانينات فهب العالم منددا مشمئزا من هذه الجريمة النكراء .. ولا تزال وسائل الإعلام الدولية تكتب عن هذا الحادثة الغامضة وتسهب في ابرازها لتعكس من خلالها كراهية الشيوعية لأنها لا تقيم لحياة الأبرياء أي وزن.. أما الطائرة الليبية فلا أحد يتحدث عنها، وعلى النقيض من الطائرة الكورية ليست نموذجا للجريمة والقتل بدم بارد! لماذا؟
أكثر شيئ يشوه صورة اليهودي هو هذا السلوك الهمجي لدولتهم وسطوة القوة الغاشمة التي أظهروها أثناء احتلالهم للبنان بالخصوص إضافة إلى هذه الحصانة المريبة التي تحظى بها إسرائيل الدولة التي توصف أحيانا بأنها ماما تيريزا الولايات المتحدة والغرب..

المنطق السليم يتحاشى التسليم بأي طرح عنصري ضد أحد وكراهية اليهود بشكل عام هي نتاج موروث ثقافي وديني تاريخي تغذى على ما يمكن وصفه بتوحش إسرائيل ضد أعدائها في أكثر من موقعة .. أنا أكره سلوك إسرائيل كدولة فوق القانون وأكره عنجهيتها لكن لا أضع الجميع في سلة واحدة أو في مكب واحد للقمامة.. هذه العنجهية الإسرائيلية لم يصلني منها اي ضرر مباشر.. هذا صحيح.. لكن هذا ليس مبررا لتبرئتها!!

د.محمد الطاهر الحفيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...