2010/12/08

وثائق ويكيليكس العربية: ولله في خلقه شؤون



وثائق المراسلات السرية بين دبلوماسيي واشنطن في دول العالم ووزارة خارجيتها في مجملها تبدو كتعليقات الطلبة المشاغبين التي تُخط على جدران دورات المياه .. بل هي أقرب إلى النميمة  في سطحيتها وفجاجتها. وبالطبع هذا يدل على أن  الدبلوماسيين الأمريكيين يلتقطون كل شاردة وواردة  ولا يهملون حتى هذيان مسؤولين من الوزن الثقيل أغلبهم، من العرب..  وفي اعتقادي أن أهم جانب وثقته هذه الموجة من الوثائق الأمريكية المسربة هو هزلية المشهد السياسي العربي وانحطاطه الرهيب.
من بين أهم  ما كشفت عنه مراسلات الدبلوماسيين الأمريكيين مواقف طريفة وغريبة عكست بلاهة مستعصية وحمقا أسطوريا لطائفة من السياسيين العرب بلا  بصر ولا بصيرة. من بين الطرائف التي وردت في الوثائق الأمريكية أن العاهل السعودي تفتق ذهنه عن فكرة مذهلة اثناء مناقشته  مصير 99 معتقلا يمنيا في غوانتانامو مع جون برينان مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب .. خادم الحرمين الشريفين اقترح زرع رقائق الكترونية في أجساد هؤلاء تساعد على  تتبعهم ورصدهم اتقاءا لشرهم  .. العاهل السعودي أخبر المسؤول الأمريكي أنه وحاشيته يفعلون ذلك مع جيادهم وصقورهم..  مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الإرهاب اعترف بأن هذا الاقتراح فكرة.. إلا أنه استدرك مضيفا أن الفارق بين سجناء غوانتانامو (يمكن تعريفهم بأنهم رعايا من البشر) والجياد (يمكن وصفها بأنها حيوانات ملكية غالية الثمن) أن الأخيرة لا تستطيع تكليف محامين بارعين للدفاع عنها.. 

  أما وزير الداخلية الكويتي جابر الخالد الصباح فلم يكن أقل فطنة ونباهة وإنسانية من العاهل السعودي إذ لفظ  أمام  دبلوماسي أمريكي  تباحث معه حول مصير أربعة مواطنين كويتيين معتقلين في غوانتانامو التالي (أتركوهم يموتون!! إذا كانوا  فاسدين فهم فاسدون!!  الأفضل التخلص منهم .. اعتقلتموهم في أفغانستان فاعيدوهم إلى هناك إلى منطقة الحرب!! ) .
وحين تناول الحديث مصير سبعة مهربي مخدرات إيرانيين اعتقلتهم البحرية الأمريكة في مياه الخليج عام 2009 م فالوزير أبدع في الكلام : ( الله اراد معاقبتهم .. وانتم انقذتموهم.. لذلك فهذه مشكلتكم .. كان الأجدى بكم تركهم يموتون غرقا!!).

يمكن القول إن وثائق ويكيليكس قدمت الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح في صورة أسوأ من جميع الزعماء العرب. وهذا يعود في المقام الأول إلى اصابته بما يمكن وصفه" بمرض الشيخوخة السياسية" الذي يعاني من أعراضه بعض الزعماء العرب نتيجة جلوسهم الطويل في سدة الحكم من دون طائل!!.


علي عبد الله صالح، بحسب الوثائق الأمريكية المسربة، قلب الحقائق في قضية هامة وحساسة بدرجة تدعو إلى العجب! إذ ادعى عام 2007 أن الجيش اليمني أسقط طائرة تجسس إيرانية قبالة ساحل حضرموت.. والحقيقة أن طائرة أمريكية من دون طيار سقطت في المنطقة أثناء قيامها بعمليات استطلاع ( روتينية) قرب سفينة حربية أمريكية، بحسب الرواية الأمريكية.. الرئيس اليمني علم بذلك بل واحتج على تجسس الأمريكيين على بلاده ولم تقنعه حججهم. إلا أنه لم يفوت هذه الفرصة ونسب الطائرة للإيرانيين للانتقام من دعمهم للحوثيين.. وعلى ذكر تفويت الفرصة، الدبلوماسيون الأمريكيون انفسهم اندهشوا، فبدل أن يستغل علي عبد الله صالح القضية لرفع (رصيده الشعبي) باظهار غيرته الوطنية وحزمه مع الأمريكيين الذين انتهكوا سيادة بلاده، أعلنت وسائل إعلامه في 29 / 03/ 2007 م أن الجيش اليمني أسقط طائرة تجسس إيرانية.
نباهة وحصافة حسني مبارك هي الأخرى  لم تغب عن الوثائق الأمريكية فرئيس أكبر دولة عربية طلب من وفد برلماني أمريكي التقاه  في عام 2008 م أن تُقوي واشنطن الجيش العراقي وتُرخي قبضتها كي يقوم بانقلاب يأتي بدكتاتور عادل!!).. حسني مبارك دعّم مقترحه بالقول:(  انسوا الديموقراطية فطباع الشعب العراقي حادة !) .  

هذا الرئيس الصنديد لا يقيم وزنا لقنابل إسرائيل النووية ولا لأسلحتها الفتاكة الأخرى، بل إن ما يرعبه فقط، بحسب محاضر السفارة الأمريكية في القاهرة، هو  احتمال أن تتمكن إيران من امتلاك  سلاح نووي.. ولذلك هدد بان قاهرة المعز ستكون مرغمة آنذاك على الشروع في بناء برنامج نووي عسكري.  كي تأمن أرض الكنانة خطر الفرس بالطبع. ولله في خلقه شؤون!!

محمد الطاهر

هناك تعليقان (2):

  1. هم لا يقلون دبلوماسية وفطنة عن غيرهم !!!
    كل المشاهد السياسية تتشابه بطريقة وباخرى ف ذات الخانة وما ينشر الا الجزء اليسير .

    ردحذف
  2. غير معرف12/12/2010 5:39 ص

    ليست غريبة على خادم الامريكان مفكر كل العالم حيوانات وراعايا عنده (لعنة الله دنيا واخره) ابسط صور العبوديه عند ال سعود هو تسميه الدولة واختزالها باسم عائلتهم "آلــ سعـودية" هل يوجد اكبر من هذا!

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...