2010/09/08

حرية الرأي مع حرية حرق الكتب المقدسة

لم يجد قائد القوات الأمريكية في أفغانستان ديفيد بترايوس في دعوة قسيس يدعى تيري جونز إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم في ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلا سلوكا يخلق مشكلة جدية للقوات الأمريكية في أفغانستان تتوق حركة طالبان لاستغلاله .. أما القسيس الأمريكي الذي يمثل أقصى درجات التطرف المتصاعد في بعض الأوساط الدينية الأمريكية المبوءة بالإسلامفوبيا فيطلق العنان لمشاعر البغض والكراهية ويصدر أحكاما أقل ما يقال عنها أنها مريضة تمس دينا سماويا لا يختلف عن غيره في قيمه الروحية السامية..



هذا القسيس الأمريكي يعتبر الإسلام خطرا جسيما يجب إحراق القرآن مصدره وقدس أقداسه فيما يشبه الإنتقام العبثي من جريمة اقترفها مسلمون ليست أكثر همجية من إلقاء الأمريكيين قنبلتين نوويتين على اليابان من غير داع أو مبرر سوى الثأر ناهيك عما حدث في فيتنام وما يحدث في العراق وأفغانستان.



الكنيسة الأمريكية شديدة التعصب هذه المسماة مركز اليمامة للتواصل العالمي ومقرها في مدينة غاينيسفيل في ولاية فلوريدا كانت وزعت العام الماضي قمصانا كتب عليها الإسلام دين الشيطان وها هي الآن تمضي بعيدا في تعصبها الأعمى من خلال تنظيم ما سمته يوما عالميا لحرق القرآن الكريم، بل إن راعيها / تيري جونز ألّف كتابا عنوانه الإسلام من الشيطان. كل ذلك لا يرى فيه قائد القوات الأمريكية في أفغانستان إلا ذريعة تتلهف لتلقفها حركة طالبان لاستغلالها في معاركها مع جنوده في ساحات حرب أفغانستان. ولا يجد هذا الجنرال القلق على جنوده الغزاة ولا إدارة بلاده داع لكلمة نقد أو حتى عتاب بحق هذه الكنيسة المتطرفة التي يساندها الكثيرون في الولايات المتحدة وهي لا تكل ولا تمل في بث سمومها وإهانة مشاعر الملايين من المسلمين. وبالطبع فحرية الرأي في هذا البلد الذي يرسم مصائر العالم فوق النقد والتقييم خاصة إذا توجهت إلى غير الكيان اليهودي المقدس.



محمد الطاهر الحفيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...