2009/11/24

وصفة الانتصار على الإرهاب!!

رالف بيتيرس، الاستراتيجي الأمريكي المعروف، يؤمن بوجود ثلاث أساطير تدور حول أمريكا المعاصرة: ” الأسطورة الأولى تؤكد أن المطرب الأمريكي الشهير ألفس برسلي ما يزال حيا ً.. الأسطورة الثانية تنص على أن الأجيال الأمريكية المعاصرة تختلف عن الأجيال الأمريكية السابقة، فنحن نعيش، كما هو معروف، في ” القرن الذهبي”. الأسطورة الثالثة تؤكد أن شعب الولايات المتحدة الأمريكية لا يقبل بسقوط ضحايا بشرية أثناء العمليات العسكرية. من بين هذه الأساطير الثلاث، الأسطورة حول ألفس بريسلي هي الأكثر قربا ً من الحقيقة”.*

ينصح رالف بيتيرس الدول التي تصطدم بمشكلة الإرهاب بالتالي:
- أن تكون دائما ً يقظة، تعرف عدوها معرفة جيدة بالقدر الممكن. أن لا تخش من أن تكون قوية، وأن تستعمل القوة.
- التركيز على تحقيق الانتصار في الحرب الإعلامية الدعائية. الحرب الدعائية سلاح الإرهابيين القوي. إذا هزموا في هذا الميدان، فسيكونون في موقف حرج جداً، لن يكون بإمكانهم تجنيد أعضاء جدد، ولا تلقي مساندة مالية أو عسكرية.
- عدم إجراء حوار علني مع الإرهابيين، وعدم الخنوع لهم ولا بأي حال من الأحوال، حتى من اجل إنقاذ حياة الأبرياء. كل الوقائع التي قام فيها النشطاء العسكريون أو الحكوميون بإجراء مفاوضات مع الإرهابيين، أُجريت للحصول على نتائج في أضيق الحدود، إلا أنه بعد ذلك نمى نفوذ وتأثير المجموعات الإرهابية وزعماء الإرهاب  بشكل مهول، وبدأوا يحسون أنهم ليسوا مجرمين، بل مشاركين شرعيين في عملية سياسية كبيرة ـ وفي نفس الوقت سيكونون مقتنعين بأن العمليات الإرهابية والقتل، أمّنت لهم النجاح والنصر. المفاوضات المشابهة لا توقف الإرهاب، وإنما تدفن ثقة السكان في حكومتهم، وتحط من نفوذ الزعماء الحكوميين إلى الأسفل بالقدر الممكن.
- الحفاظ على الحزم. في حالة الشك، يجب الضرب بأكثر قوة، مما يبدو ضروريا ً. لا يجب الاستماع بتاتا ً لأولئك الذين يعتقدون أن استخدام القوة ضد الإرهابيين، استخدام مفرط وقاس للقوة، ويجب أن تكون مؤمنا ً بأنك إذا ما قلّلت من الهجوم المضاد، تُقلل أيضا من مستوى الإرهاب. سبب الإرهاب: ليس النشاط ضده، ولا إلقاء القبض على المقاتلين والإرهابيين المنتمين إلى الجماعات الإرهابية.
- السعي للحفاظ على سلامة وحياة المدنيين بالقدر الممكن، لكن دون الأخذ في الاعتبار إمكانية سقوط ضحايا من بين السكان المدنيين، وهو العائق الأساسي للعملية المضادة للإرهاب. موت المدنيين الأبرياء لم يُوقف بتاتا ً ولن يُوقف الإرهابيين . علاوة على ذلك فالتغطية بالناس الأبرياء، بما في ذلك الأطفال والعجزة، والمرضى، تكتيك أساسي للإرهابيين. الإرهابيون لا يرتدون زيا ً مميزا ً ولا يلتزمون بأية تقاليد عسكرية، لذلك فمن المستحيل التغلب على ملاكم بمحاولة اللعب معه بقواعد الكرة الطائرة ـ يمكنك قذف الكرة في الحلقة، لكن بعد ثانية تتلقى ضربة قاضية.
- لا يجب السماح للإرهابيين التستر بالدين، فالدين كما هو، لا يمكن أن يكون مصدرا ً للإرهاب. السبب الحقيقي لارتكاب الأعمال الإرهابية: هو أفكار قادة نُشطاء يُسمون أنفسهم متدينين، وكذلك القتلة الذين يصغون لهم. لا يوجد دين من الأديان العالمية يدعو إلى القتل، ولا يوجد إنسان مُتدين واحد يُسر لمقتل الناس الآخرين. وبالتالي الإرهابيون وأئمتهم الإيديولوجيون لا علاقة لهم بالدين على الإطلاق، هم يسعون لتحقيق أهدافهم، بالاستعانة بالشعور الديني للمؤمنين، ومن المستحيل السماح لهم بفعل ذلك.
- كلما كان متاحا ً، يجب قتل زعماء الجماعات الإرهابية أمام أعين الخاضعين لهم. إذا تخفى الإرهابيون واستحال قتلهم أو إلقاء القبض عليهم، من الضروري ضرب ما يعتبرونه أكثر قيمة. غالبا ً ما يكون المجرمون خطرين فقط لأنهم لا يعتقدون بأن الانتقام سيمسهم شخصيا ً. لا يجب أن ينشر الإرهابيون الرعب في المجتمع، بل على الأجهزة الأمنية أن تنشره على الإرهابيين.
- لا يجب مطلقا الإعلان عن تحقيق الانتصار على الإرهاب. عبارة ” الحرب على الإرهاب انتهت” يجب أن تستثنى تماما ً من القاموس. لا أحد يعرف لماذا يظهر الإرهاب. في مكان المنظمة التي تم سحقها حتما ً ستأتي أخرى. الإرهاب سيظل موجودا ً طالما وُجد أناسٌ تعودوا على تحقيق أهدافهم بقتل أناس آخرين.
- لا يجب الاتفاق مع المثقفين الذين دائما ينظرون إلى الخسائر في الماضي، وليس إلى ما يمكن الحصول عليه من مكاسب في المستقبل.
- لا يجب البحث عن وصفة الانتصار في التاريخ: سبب الانتصار والهزيمة غالبا ً ما يكون خفيا ً، ومرتبطا ً بفهم شخصيات محددة. النصر يجب أن يتحقق في الوقت الحاضر، أو في المستقبل، وليس قي الماضي.
ترجمة: د. محمد الطاهر الحفيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...