2013/10/01

الحرية.. الفضيحة!



شعوب كثيرة عاشت محنة الدكتاتورية، وطُحنت سنوات طوال تحت عجلاتها القاسية، لكنها احتفظت بإنسانيتها وبتوقها للحرية، وتجاوزت جراحها وتخطت تلك الحقبة. أما نحن فقد فشلنا في امتحان الحرية وظهرت نوازعنا الشريرة ودمويتنا المتأصلة. خرجنا من الدكتاتورية إلى التوحش مباشرة، إلى التعذيب الممنهج، والقتل المجاني، وتدمير مقدراتنا والتباهي بغبائنا!
عاشت جنوب افريقيا وضعا أسوأ منا بكثير لكنها وهي الخليط من الأجناس والقبائل شبه البدائية لم تفقد انسانيتها ولم تذهب الحرية بصوابها، بل أعطتها دافعا لإظهار سموها ونقائها ونبلها!
نحن قدمنا أسوأ نموذج في كل شيء، والخراب لا يزال في بدايته!!
لا أرى أي وجود لنا على الأرض ! ليبيا للأسف لم يعد لها وجود من الناحية الفعلية ……
في جنوب افريقيا كانت العداوات بين القبائل أشد وأنكى، ولكن لم يطالب أي أحد بفيدرالية، ولم يدعو أي مواطن إلى الاقتصاص من البيض العنصريين الذين استعبدوه وأجداده مئات السنين!؛! لم يسرق أي مواطن جنوب إفريقي، عكس أصيلي بلاد الله غالب، وطنه نكاية بأعدائه أو انتشاء بانتصاره رغم الفقر المدقع وحياة الحرمان والضنك ..
نحن نفخنا في أحقادنا واحتفينا بها، ولم نخجل من جهلنا ومن جنوننا ومن جشعنا!!
رحل القذافي وظهر عشرات الآلاف من أمثاله، بل والأشد منه حقدا وبلاهة وتطرفا!!! نحن مأساة وعار لا أرى له نهاية أو حدودا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...