2011/01/14

فرار زين العابدين بن علي .. وواقع الحكام العرب الإفتراضي



المبررات والذرائع التي حاول بها الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي احتواء الانتفاضة العارمة التي عمّت بلاده  قبل فراره عكست في جوهرها  طبيعة وسلوك النخب السياسية الحاكمة في الوطن العربي ..
بن علي الذي كان رئسيا بخبرة ثلاثة وعشرين عاما قال التالي في آخر خطاب له ألقاه بنبرة متواضعة عكس خطاب سابق  له وصف فيه تظاهرات العاطلين الجياع بأنها عمل إرهابي تقف خلفه أطراف خارجية وعصابات ملثمة..

"نحب نأكد أن العديد من الأمور لم تجر كيما حبيتها تكون، وخصوصا في مجالي الديمقراطية والحريات، وغلطوني أحيانا بحجب الحقائق وسيحاسبون."

هذا المنطق عكس الواقع الافتراضي الذي يعيش فيه الحاكم العربي الذي ما أن يصل إلى السلطة حتى يقطع شعرة معاوية ويحيط نفسه بالمتملقين. وحين يجد الجد ويحيق به الخطر، فهؤلاء المتملقون الذين احتباهم وقربهم وفق حساباته الخاصة بمحض إرادته التي لا سلطان عليها، يصبحون المشجب الذي تعلق عليه كل الخطايا..
 الحالة التونسية حالة عربية عامة غنيها وفقيرها إلا أنها تميزت بأنها طفحت على السطح، وتجلى الغضب في حالة من الغليان الشديد غذتها تضحيات اليائسين من الحاضر والمستقبل.. وهذا يعكس في جوهره عقم المؤسسات السياسية العربية بمختلف اشكالها والوانها وشعاراتها، وعجزها عن جس نبض الشارع والتواصل معه بطريقة سلمية متحضرة.. الحقيقة أن مؤسسات السلطات العربية غير مؤهلة لإقامة  علاقة طبيعية بشعوبها، بل إن ذلك غير وارد في تكوينها الذي يُفصّل في العادة على مقاس حاكم مطلق  تعود على تخيل واقع افتراضي لا وجود له والتعامل معه على هذا الأساس  في نوع من المكابرة يفوق الخيال في بعض الحالات ..
النظام العربي يطلق الرصاص الحي بعد أن ينعت ضحاياه بابشع الصفات . وحين تعجز القبضة الحديدية،  تلوك السلطة كلاما معسولا يثير الضحك والرثاء.. أما التنحي  الطوعي عن السلطة، فتلك مهمة أنيطت بالموت إذا لم يثق الشعب في استجابة القدر.

محمد الطاهر الحفيان

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف1/14/2011 4:37 م

    اسلوب رائــــــــــــــــــــــــع في الكتابة

    اما الموضوع فلا كلان لي فيه للأسف

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...