من بين عشرة أشخاص ألقت السلطات الأمريكية القبض عليهم بتهمة العمل لصالح الاستخبارات الروسية في الولايات المتحدة، ركزت وسائل الإعلام الدولية أضواءها واهتمامها على الحسناء الروسية أنا تشيبمان البالغة من العمر 28 عاما.
الشرطة الفيدرالية الأمريكية عثرت في حوزة أنا تشيبمان على جهاز كمبيوتر محمول يحتوي على برنامج لتشفير المعلومات إضافة إلى أجزاء ملفات مشفرة.. والأهم أنها وجدت فيها أهم سلاح تهدد به روسيا أمن الولايات المتحدة إلا وهو حسناواتها..
أما عن نشاطها والمجموعة التي معها فلم تعلن الأجهزة الأمنية الأمريكية ما يستحق الذكر سوى رصدها لما قالت إنها شبكات اتصال لاسلكية عشوائية ( Wi-Fi) لتبادل رسائل مشفرة بين أفراد من الشبكة بما فيهم أنا تشيبمان ودبلوماسيين روس .
وسائل الإعلام الدولية اضفت هالة على هذه الحسناء لأنها وجدت فيها مادة مغرية لاجتذاب القراء وتضخيم هذا الصيد الأمني الهزيل الذي وجهت إلى أعضائه تهمتي العمالة لدولة أجنبية وغسيل الأموال بطرق غير مشروعة من دون تهمة التجسس، ولذلك لم تجد واشنطن داع لطرد اي دبلوملسي روسي، ليس فقط حرصا منها على عدم زعزعة العلاقات مع موسكو في هذه الظروف، بل ولأن الشبكة، بحسب ما أُعلن، لم تشكل خطرا أو اختراقا لخطوط الأمن الحمراء المعروفة.
تركزت الأنظار بعد القبض على أفراد الشبكة على أنا تشيبمان خاصة بعد أن تمكن المشتبه به الحادي عشر من الافلات من أجهزة الأمن القبرصية بطريقة غريبة، إذ أخلي سبيله بكفالة عقب اعتقاله في مطار لارنكا، ولم يعثر بعدها له على أثر. هذه التطورات دفعت بالحسناء الروسية إلى الواجهة لتصبح أهم عناصر الشبكة وأخطرها، كما اكتسبت هذه الرواية البوليسية بفضلها مزيدا من الإثارة والتشويق انتقلت عدواها إلى بريطانيا حيث تجري استخباراتها تحقيقات حول نشاطات الحسناء الروسية أثناء تواجدها على أراضيها، إضافة إلى ما نسجته صحافتها من روايات حول شخصيتها وعلاقاتها.
بعد مبادلة الجواسيس العشرة المحتملين بأربعة جواسيس مذانين وعودة الحسناء الروسية إلى وطنها، أنا تشيبمان ستواصل مغامراتها على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، وستزداد التفاصيل المحيطة بها غموضا والأحداث إثارة، ولن يصدق أحد أن هذه الحسناء أدت دورا صغيرا في هذه الرواية، إذ أن ذلك يجردها من التشويق، وينزع عنها عذوبة الغموض وسحر الخيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق