2010/02/05

محطة في طريق مغلق


ماذا سنكتب بعدك عن "محلاتنا" ..؟ هل سنجد بقايا صور في الظل أو في الضوء يمكن تبيّن ملامحها ؟
أية أطياف مجنحة ووردية ستراود مخيلتنا المتقاعدة فتنصاع لها قوانين القدرة البشرية المحسوبة بإحكام ؟هل سنجد ما نحكي عنه يا سيدي حين نصل إلى ركابة الجامع؟
سؤال كبير فجعتني به المحطات، والفجيعة هنا اكبر من أن تُفسّر أو أن يحيط بها شرح،لأنها حيرة كاملة أن لا تجد في عمرك سوى محطة واحدة متوقفة بها القطارات الباردة. أما الوجوه والتفاصيل فكيف سنعللها حين تجبرنا ارتعاشة أصابع، ولهفة خاطر، وثورة بوح على الإفصاح عنها في زمن المحطة الكبيرة ، والقطار الضخم، والصور المتشابهة، ولغة النص الرسمي، والأيام التوائم ؟؟
لم أجد وأضواء القرن الواحد والعشرين تبهرني، سوى أن استعير ذاكرة أكثر اتقادا، وزمنا اقل تلوثا، وصورا أكثر حنينا، فأعدت قراءة "المحطات" مرات، لعلي أجد طريقة تصلح لمعالجة أيامنا الصعبة بلغة مسالمة.
ولهذا أشكرك من جديد، وانتهز الفرصة لأنقل إليك هواجسي !!
أغوتني المحطات فبحثت عن نفسي المبعثرة، وحاولت أن اجمع شواهد من سيرتي المفككة، تصلح للرحلة التي لم يئن أوان تحبيرها بعد .
الرحلة الآن في مكان ما، وبحساسية فائقة وبوصفة مشجعة وحذر كبير يمكن أن نتوغل في الماضي وفي الحاضر وعندها ستقابلنا، إن لم نندهش، وجوه كثيرة بدون ملامح، وزمن طويل بلا تاريخ، وعوائق اقل ما يمكن القول عنها إنها ألغام، فكم مرة سنستدير ؟ الطبيعي إذن أن لا نكتب بطريقة اعتيادية. سنخترع وسيلة ما، وسنجد طريقة مناسبة. لكننا لن نكون صادقين تماما إذا لم نرد الموت بالحقيقة المفجعة!!


 محمد الطاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...