2010/01/21

أمنيات أمريكية للعام الجديد

2010
استقبلت مجلة نيوزويك الأمريكية العام الجديد بنشر عشرة توقعات في مجال العلاقات الدولية والاقتصادية، ضمنتها أهم الأحداث التي ستجري في عام 2010 م بحسب محليليها وخبرائها.
ركزت المجلة الأمريكية تنبؤاتها على القضايا الحساسة التي تهم الولايات المتحدة، وبالطريقة التي تخدم مصالحها، إذ أن الإعلام في الولايات المتحدة بغض النظر عن تقدير هامش الحرية والاستقلالية التي يتمتع بهما ويدعو إليهما، إلا أنه يحرص دائما على تمثل المصالح السياسية والاقتصادية لبلده، بل ولا يتورع باسم الموضوعية عن رسم أحلك المصائر لخصوم واشنطن، بما في ذلك التنبؤ بوقوع انقلاب عسكري ضد رئيس منتخب ديموقراطيا. والإعلام الأمريكي، لا يفعل ذلك اعتباطا ومن دون هدف، بل يسخّر متعمدا طاقاته في حرب نفسية لا هوادة فيها ضد كل من يقف في وجه الولايات المتحدة، ممهدا الطريق للمؤسسات الأخرى لاكمال الباقي.

توقعات نيوزويك للعام 2010 م :

1) ستكون زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان فعالة، إذ أن قلة أيضا أمنت بنجاح تعزيز القوات الأمريكية في العراق في بداية عام 2007 م، لكن بالتدريح تقلص عدد الهجمات، والضحايا من المدنيين انخفضت. العمل على حماية السكان سيساعد الأمريكيين في استمالة الأفغان إلى صفهم.

2) الأموال السهلة تسببت في حُمى أسواق الأسهم والعقارات في الصين.. وحتى الشخصيات الرسمية في بكين أشارت إلى هذه الحالة الخطرة. وحين تنفجر الفقاعات خاصة بالتزامن مع الأزمة المصرفية، والحرب التجارية، أو حدوث تباطؤ في الاقتصاد الصيني فان موجة من الانكماش ستعم العالم مهددة لاستقراره.

3) سيحدث في باكستان انقلاب عسكري جديد، فالرئيس أصف علي زرداري ليس له شعبية بين مواطنيه، ولا حتى بين وزرائه وفي أوساط الجيش. العسكريون الباكستاتيون هم أقل ميلا للانصياع لإرادة واشنطن من النظام الحالي، وبالتالي فسيظهر للولايات المتحدة شريك مشاكس في الحرب في أفغانستان.

4) هوغو تشافيز ستتم الاطاحة به عن طريق انقلاب عسكري، إذ سيحدث تضخم جامح وانهيار اقتصادي وتفشي للجريمة، يحيث سيصبح الحليب الطازج ولحم البقر والمراوح الكهربائية من الكماليات. أما عادة الاستحمام اليومي فسيعلنها تشافيز تخنثا برجوازيا. مواطنو فنزويلا سيتوقفون عن دعمهم للرئيس، والعسكريون سينتزعون السلطة.

5) في أوروبا ستنتفض الأقليات القومية والدينية ضد السايسات العنصرية للسلطات. على سبيل المثال حظر بناء المنارات في سويسرا. هذا الاحتمال سيكون مرجحا خاصة في فرنسا، حيث الاضطرابات في أوساط المسلمين رهن بأيدي العديد من السياسيين.

6) ستُفرض على إيران عقوبات دولية، إذ أن نظام أحمدي نجاد الآن لايميل إلى المفاوضات والحلول الوسط. وسيترتب على المواطنيين الإيرانيين شراء حاجياتهم من السوق السوداء، ما سيعزز موقف الحرس الثوري الذي يسيطر على السلع المهربة.

7) البرازيل ستصبح الصين الجديدة في عام 2010 م. والدول الأخرى ذات النمو السريع ستتخلف عنها، بالأخص روسيا التي خرجت منذ وقت طويل من السباق، نظرا لأن الاتجاهات السلطوية الشريرة لبوتين، أرعبت الاستثمارات الأجنبية. أما مأساة الهند ففي جيرانها غير المستقرين، وفي الصين تضخم السوق، والكارثة البيئية المقبلة.

8) حزب المحافظين البريطاني سيحقق انتصارا "باهظ الثمن" في الانتخابات البرلمانية، حيث لن يحصل على أغلبية الأصوات المطلقة وسيضطر إلى التحالف مع الحزب الليبرالي الديموقراطي لتشكيل إئتلاف حكومي، قد يعيق اتخاذ التدابير المؤلمة الضرورية لسداد الديون الخارجية الضحمة. الجنيه الاستراليني سينهار، وسيعاني البلد من ركود خطير.

9) أزمة مالية تنتظر أوروبا. وستتركز هذه المرة في المديونية الحكومية، وستظهر في أسوأ الأحوال في العجز عن سداد الديون. بلدان منطقة اليورو لا تستطيع اللجوء إلى أدوات كالتوسع النقدي أو تخفيض قيمة العملة الوطنية.

10) فيديل كاسترو سيموت، وستتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا!

السلطة ستنتقل إلى راؤول كاسترو!! الذي سيخفف من اللهجة المعادية للولايات المتحدة من أجل الحصول على فوائد اقتصادية. وإدارة أوباما ستسعى بحماس للتقارب بين البلدين، وقبل نهاية العام ستعلن وزيرة الخارجية كلينتون برنامجا لتطبيع العلاقات مع هافانا حتى عام 2013 م.

بالقاء نظرة فاحصة على النقاط العشر التي حملت توقعات مجلة نيوزويك للعام الجاري، يمكن ملاحظة أن الدقة والموضوعية لدى المجلة الأمريكية تتسمان بمرونة كبيرة، بحيث يمكن تشكيلهما بالطريقة التي تخدم الأهواء والمصالح القومية من دون أن تتعرضا للتشكيك، إذ تجد في النقاط العشر بعض التوقعات المنغصة بشكل ما للولايات المتحدة، كوقوع انقلاب لا يروق لها في باكستان، إلا أن ذلك ضروري من الناحية النفسية لتسويق الباقي.

الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز سخر من توقعات نيوزويك، ووصف المجلة بأنها بوق للامبراطورية الأمريكية.. ورد على تنبوئها بوقوع انقلاب ضده بالقول إن ذلك ممكن في حالة واحدة فقط إذا استعانت معارضة الداخل بحيش من الخارج. أما بشأن فيديل كاسترو الذي تؤرق شيخوخته واشنطن، كما أرقها شبابه، فتشافيز ذكر أن مظاهر الصحة والعافية التي رآها مؤخرا على محياه دفعته لممازحة رأؤول بالقول أن فيديل سيعيش حتى يشهد دفن الجميع.

تواصل الولايات المتحدة بغض النظر عن إداراتها المتعاقبة الدفاع من دون كلل وبكل السبل عما تعتقد أنها مصالحها القومية. وهذا، شئنا أم أبينا واقع الحال. وهو ما يجب أن يسعى إليه الآخرون إذا ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.



محمد الطاهر الحفيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...