2009/11/19

هذا ليس تقديما لكتابه الأول وليس تقديما له

هذا ليس تقديما لكتابه الأول وليس تقديما له، فالمقدمات تكتب لمن يخطو خطواته الأولى، أما هو فقد خطاها منذ سنوات بعيدة، خطاها في صمت وخجل ودون صخب، وهذه هي صفة الكاتب الواثق من كلمته ومن رسالته خاصة عندما تكون هذه الرسالة من اجل الأطفال ولهم، فمنذ سنوات بعيدة وهو يكتب وينشر إلا أن المشهد الثقافي الراهن لا يعترف إلا بمن تصدرت مؤلفاته واجهات المكتبات، ومحمد الطاهر، ولعلي من المتابعين له، لم يتوقف عن الكتابة، يكتب دون اهتمام بالإعلان عما كتب حتى لأصدقائه القريبين، هكذا هو يتردد ألف مرة قبل أن يشير وعلى استحياء انه تحصل على جائزة ما، والواقع يقول انه كتب ونشر في الداخل والخارج وتحصل على جوائز عدة في مسابقات خارجية، أما في الداخل فلم يلق إلا الصمت، أما من تابعه منذ بداياته فيدرك انه أمام كاتب مبدع امتلك كل الشروط التي تجعل منه كاتبا جديرا باحتلال مكانة مرموقة في الكتابة للأطفال، وقد كان، فمحمد الطاهر وبكل المقاييس النقدية هو الآن من كتاب الأطفال الذين يصعب على النقد تجاوزهم، فهو كاتب له أجواؤه الخاصة ولغته الخاصة وأسئلته الخاصة، كاتب يعيش ويحلم ويرتاد آفاق الطفولة بكل ما في قلبه من طفولة، وقبل كل هذا .. له رسالته الخاصة، وهي رسالة قيها من النبل ما يؤكد جدارته ليكون مبدعا في أدب الطفولة، وهذا ما يمثل إضافة متميزة لمكتبة الأطفال وهذا هو شرط الاعتراف بالكاتب أي كاتب حتى وان أقصته المكتبات من واجهاتها، وان أقصته الجرائد من أخبارها، وهكذا هو هذا الكاتب .. لا يعول على دعاية أو اعتراف لما يكتب، هو يكتب فقط لأنه يؤمن بان الكتابة المؤمنة برسالتها ستشق طريقها حتى منتهاها رغم الصمت وأحيانا رغم الجحود.


يوسف الشريف

هناك تعليق واحد:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...