فجر مصدر روسي مطلع مقرب من قيادة أسطول المحيط الهادئ الروسي ما يمكن ان يكون فضيحة من العيار الثقيل، إذ أكد أن ما يزعم عن توفر أدلة قاطعة على تورط كوريا الشمالية في اغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية تشيونان (Cheonan) بواسطة طوربيد أطلق من غواصة، ما هو إلا عملية تلفيق كبيرة، وأن الفاعل الحقيقي هو غواصة أمريكية نووية جديدة من فئة ذئب البحر( sea wolf )..
الشكوك والتساؤلات التي حامت منذ مدة على ألسنة خبراء مستقلين حول النتائج التي اعلنتها مؤخرا لجنة التحقيق الدولية استندت على عدة معطيات منطقية من بينها وضع إشارة استفهام كبيرة أمام اللجنة ذاتها التي تكونت من خبراء من الولايات المتحدة وحلفائها العسكريين والسياسيين المقربين فقط كالسويد واستراليا من دون اشراك دول المنطقة المحورية الكبرى كروسيا والصين. كما وضعت اشارة استفهام وتعجب أخرى أمام رفض طلب كوريا الشمالية إرسال خبرائها إلى كوريا الجنوبية للتأكد من الأدلة التي وصفت بأنها قاطعة في اثباتها تورط كوريا الشمالية في الحادثة.
الشكوك تناولت بالنقد أيضا ما قيل إنها أدلة مادية دامغة تدين كوريا الشمالية، وهي قطع طوربيد اعتمدت بناءً على دلالات الرموز التي يحملها شكلها الخارجي، من دون أن يتبع ذلك صدور تقرير متكامل حول مواصفات الطوربيد الفنية والتقنية. يضاف الى ذلك أن السفينة الحربية تشيونان غرقت نهاية مارس الماضي في حين بدت قطع الطوربيد التي كشف عنها يعلوها الصدأ كما لو أنها بقيت مغمورة في المياه شهورا عديدة.
أما السؤال المحير الأخير فيدور حول وقت غرق تشيونان، إذ تزامن مع إجراء القوات الأمريكية والكورية الجنوبية تدريبات بحرية، فلماذا لم تتمكن بحرية كوريا الجنوبية من رصد الغواصة الكورية الشمالية المفترضة في البحر الأصفر خاصة أن تشيونان ذاتها كانت مزودة بجهاز هولندي متطور لاكتشاف وقنص الغواصات، ناهيك عن عدم تمكن سفن الولايات المتحدة الأكثر تطورا أو أقمارها العسكرية من رصد الغواصة المتهمة بالحادثة.
تذكرت بحرية كوريا الجنوبية متأخرا أن أربع غواصات كورية شمالية من طراز( Sang – O) تزن ثلاثمئة طن اختفت فجأة بصورة غريبة من مجال رصد راداراتها، إلا أن اللافت في هذه القضية الغامضة أن كل الدلائل حتى الآن تشير إلى أن الذي اختفى من هذه الرواية هو الحقيقة ذاتها.
محمد الطاهر الحفيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق