2013/11/26

الإخوان الليبيون.. وفقه السلطة





بدأ المد الإسلامي المتطرف في المنطقة العربية  مع اتقاد جمر الأفكار الوهابية من جديد بعد تفجر ثورة الخميني واحتلال الاتحاد السوفييتي لأفغانستان.. الرؤية الوهابية للإسلام بطرحها الضيق وجدت صدى في مصر حيث تأسست الجماعات الإسلامية القتالية،، مثل الجهاد .. والتكفير والهجرة وغيرها... المال السعودي نفخ في هذه التنظيمات وفي دعوتها الجديدة.. وبدأ الخراب يتغلغل في مجتمعاتنا رويدا رويدا..

وجدت الدول الغربية حين بدأ الربيع العربي، الفرصة سانحة لتلافي خطر التطرف الإسلامي بنقل الصراع إلى داخل الدول العربية..
حاول الغرب، من خلال المال القطري، إيصال الإخوان المسلمين، المصنف تيارا معتدلا، الى السلطة كي يتفاقم الصراع داخل مجتمعاتنا بين مكوناتها المتنوعة..

 الغرب يرى أن الإسلاميين المعتدلين حين يصلون إلى السلطة سيشب صراع دموي بينهم والمجموعات المتطرفة وسيحترق الجميع في أتون مرجل داخلي، ويتقي الغرب شرور الإسلام المقاتل الذي أعلن عليه الحرب فيما يسمى بغزوتي منهاتن وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر 2001 .

 المشروع تهاوى سريعا في مصر بفضل الجيش، فيما يسير ببطء ويواجه مقاومة كبيرة في تونس. الحلقة الأضعف هي ليبيا.. المشروع الإخواني في ليبيا يسير بشكل مُرضي، لكنه مهدد بالابتلاع من قوى شرسة هي السلفيين والقاعدة وبناتها. وهنا وجد الغرب نفسه في ورطة تهدد بانقلاب السحر على الساحر، بدا ذلك جليا في حادثة مقتل السفير الأمريكي في بنغازي.

خصوصية ما يمكن تسميته بالحالة الإسلامية في ليبيا تتمثل في إصرار الإخوان على إقامة تحالف وثيق مع جميع الفصائل الإسلامية المتطرفة لمواجهة القوى القبلية والجهوية المسلحة. هذا التحالف الظاهري بقي على حاله رغم إشارات العداء التي ما فتئ المتطرفون يرسلونها إلى أصحاب القرار في الدولة الليبية عبر تكفير النظام القائم المؤقت، وتكفير قاعدته الديموقراطية ورفض الاعتراف بآلياته ومخرجاته جملة وتفصيلا..

طرأ على أساليب الإخوان في ليبيا  تغيرا جديدا مؤخرا، من خلال محاولتهم التحالف مع الحراك الشعبي لضرب مراكز القوى القبلية والجهوية في طرابلس تمهيدا لإقامة مشروع غامض لا يستند على مشروع وطني صريح، بل ينحو نحو مشروع إسلامي عابر للحدود.
الإخوان المسلمون في ليبيا، وقفوا ضد حراك مشابه في بنغازي نظرا لأنه كان  موجها ضد مجموعة مسلحة إسلامية وليست قبلية أو جهوية..

الحراك الشعبي في ليبيا لا يزال يقاوم محاولات الاحتواء وبخاصة من قبل الإخوان. و رغم تحقيق الإخوان المسلمين لنقاط هامة من خلال طرد المسلحين القبليين والجهويين من العاصمة، إلا أن إمكانية احتواء الشارع الليبي بشكل دائم، لا تبدو ممكنة لوجود نفور وريبة  في  الشارع الليبي  تجاه الاخوان، الحركة التي تُعد دخيلة بامتدادات خارجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...